رقابة ذاتية…الصحفية المغربية فاطمة الإفريقي

أراقب ذاتي عن كثب، أتجسسُ على حواسها الست، أكتب فيها  تقارير للسلطات ،و أعطل نبضها الزائد  كلما راودها إحساس وطني

لا أرى ، لا أسمع ، لا أتكلم،لا أتشممُ روائح القضايا المتعفنة ، لا ألمس و لو بالخطأ الاشعوري أسوار المعابد  المقدسة.

لا أتذوق لا  الحلو  و لا  المُر، و لا أميز بين حجم  الفراغ و الإمتلاء في كأس  الوطن..أنا  محايدة الإحساس و الرأي،لا لون لي و لا وجهة نظر

لا يمين و لا شمال،لا طعم لي و لا رائحة.

حين تنفلت ذاتي من قبضة خوفي، أعيدها إلى الصواب بالترغيب أحيانا، و الترهيب في أغلب الأحيان.أذكرها بالمعتقلين و بنعيم الصامتين تعاسة زملائي المسجونين، و سعادة زملائهم الشامتين ،،فتنكمش  ذاتي  و تتقلص ، و تستسلم مرتجفة

فتراقب  ذاتها بذاتها بحرص شديد ، و تكتفي بتغيير الوضع العام  للااحمر الشفاه ،على  شفتيها  المطبقتين.

 

انتصرت  على ذاتي  الأمارة بالعدمية ،و بيع  للاوهام…

وضعتها في قفص ،منعت  عنها  الهواء والأقلام، و الشمس.قطعت أناملها الراقنةخنقت صوتها المزعج ،

ورفعت عاليا أصوات ملحمة رسميةٍ ،و رقصت على جثة  ذاتي الصامتة بسادية مفرطة.

احرس ذاتي بذاتي ، ذون ان أهدر  وقت  الحراس،

أراقب ذاتي ذاتيا ،فأجد نفسي أكتب مذيحا مرتبا عن  بلدي ،لا أفهمه يشبه  الخشب..

 

« رقابة ذاتية  » ، الصحفية الأستاذة فاطمة الإفريقي