جواب الدكتور Driss El Ganbouri للعميل احمد( حماد) عصيد

بعض المعلقين ردوا على منشوري ليوم أمس عن لكع بن لكع(المدعو أحمد عصيد) بأنني لم أحسن الأدب مع المختلف معي، معتبرين أن الرد على الترهات سوء أدب!!! علما بأن هؤلاء معروفو التوجه ولا يستحقون الرد.
ولكن ما أود أن أوضحه بجلاء حتى يكون ظاهرا كنور الشمس في واضحة النهار أن هذا الشخص لا يختلف معي ولا أختلف معه، إذ لا يوجد بيننا اختلاف على طول الخط. ذلك أن الاختلاف يكون بين شخصين لكل منهما توجه واضح ومنهج ومرجعية ثابتة، والحال أن هذا الشخص لا مرجعية له ولا منهج، فهو يقفز بين الآراء المستوردة ويتبنى كل شيء ولا شيء، يؤمن بالعلم عندما يحارب الإسلام ويطعن في الخرافات، ويؤمن بالخرافات عندما يدافع عن الأمازيغية والكاهنة ديهيا، يرفض الإسلام لأنه دين متخلف، ويقبله عندما يريد استعماله للدفاع عن العلمانية باسم الاجتهاد، يهاجم الفقه الإسلامي ثم يدافع عنه بدعوى فقه جديد، فقه الإلحاد، يدعي الإسلام التنويري ويصف النبي صلى الله عليه وسلم بالارهابي، يزعم أنه حداثي ويدافع عن التعصب الأمازيغي؛ عندما يجلس مع ملحد يكون ملحدا، وعندما يجلس مع مسلم يصبح مسلما يدافع عن إسلام عصري؛ وعندما يجلس مع أعداء الإسلام يصبح عدوا للإسلام، يهاجم العلماء وعندما تخرج توصيات المدونة يدافع عنهم، يدعو إلى تحرر شعوب تامزغا ويهاجم المقا-ومة الفلسطينية التي تريد تحرير أرضها، يعتبر العرب محتلين ويدافع عن الاحتلال الإصرائيلي، يرفض التقاليد القديمة لأننا في عصر العلم ثم يدافع عن تقاليد غارقة في القدم في عصر ماسينيسا، يصف العرب بالمحتلين ويدافع عن عصور كان فيها الأمازيغ تحت الاحتلال الروماني؛ يدافع عن المرأة ويدعو إلى الفوضى الجنسية التي تنتهك حرمتها، وفوق هذا كله يقول الرأي ونقيضه في نفس الوقت، ويلبس لكل مناسبة زيا يناسبها؛ هذا دون أن نقول بأنه بذيء اللسان حاقد. فهل هذا شخص مختلف معي أم هو شخص « مختلف »؟.
الاختلاف يكون مع شخص عاقل لديه موقف ثابت لا يتغير، شجاع في تبني رأي واحد لا يغيره، له مرجعية واضحة يعرفها الجميع، مسؤول عن أفكاره وليس تحت مسؤولية آخرين، يتمتع بالحرية، وهذا شخص ليس حرا لأنه تابع مملوك لغيره؛ والتابع يتبع المتبوع في زيه ونحلته وعوائده كما قال ابن خلدون، وفي عائداته كما أقول أنا.